Devotional (ar) -

الديانة الصادقة ( 18 مايو )

"ومَنْ ظَنّ أنّهُ مُتَديّنٌ وهوَ لا يَحفَظُ لِسانَهُ، خدَعَ نَفسَهُ وكانَت دِيانـتُهُ باطِلَةً. فالدِيانَةُ الطّاهِرَةُ النّقيّةُ عِندَ اللهِ أبـينا هِـيَ أنْ يَعتَنيَ الإنسانُ بِالأيتامِ والأراملِ في ضِيقَتِهِم، وأنْ يَصونَ نَفسَهُ مِنْ دَنَسِ العالَمِ"
يعقوب 1: 26- 27

هل أنا مُتديّن؟ هل أنا مُؤمن حقيقي؟ على أي أساس نُجيب عن هذا السؤال؟

إذا سألتك ذلك السؤال عن شخص تعرفه، فكيف تُثبت لي أنّ هذا الشخص مُؤمن؟

- "حسن، هو عضو في كنيسة (أ) مثلاً".

- "سمعته مرّة يقول إنّه يؤمن بيسوع".

- "هو قسيس" كم منّا سيُجيب عن هذا السؤال قائلاً: "إنه يُقدم الطعام بشكل مُنتظم لليتامى والأرامل ويُساعدهم بطرق أخرى؟"

يُعطينا يعقوب ثلاثة معايير لكون الله يبحث عن أشخاص "متديّنين": إنهم يعرفون كيف يسيطرون على ألسنتهم، هم مهتمون على نحو واضح بفئات المجتمع الأضعف، ولا يفسدهم العالم.

مثل كثير من مجتمعاتنا اليوم، انتمى الأشخاص في العالم القديم إلى مجتمعات كان يُعتنى بمعظم احتياجاتها. ولكن، كما هو الحال في أيّ مجتمع، هنالك بعض الأشخاص مِمَن همّ أقلّ قدرة على الاعتناء بأنفسهم. ومثل هؤلاء الأشخاص عادة ما افتقروا إلى بعض العلاقات والحاجات المادية للاعتناء بأنفسهم. وقد نصّت قوانين العهد القديم على تدبير خاص للأرامل واليتامى، ولِمن لم يكن له زوج أو أب ويُدبّر احتياجات الأسرة، كما للغريب الذي لم يكن بوسعه أن يتمتع بالامتيازات التي كان يتمتع بها أبناء الوطن وكذلك للفقير الذي كان يفتقر أساسيات الحياة.

"وأقتَرِبُ مِنكُم لأقاضِيَكُم وأكونَ شاهدا عليما على العرَّافينَ والفاسقينَ والحالفينَ زُورا، وعلى الّذينَ يظلُمونَ الأجيرَ في أُجرتِهِ والأرملةَ واليَتيمَ، والّذينَ يَصُدُّونَ الغريـبَ ولا يخافُونَني، أنا الرّبُّ القديرُ" (ملاخي 3: 5)

حتّى اليوم هنالك كثير من الأرامل واليتامى والغرباء والفقراء في مجموعاتنا الكنسية. هل نُظهر تحيّزاً تجاههم؟ هل نُظِهر احتراماً لله من خلال الانتباه نحوهم والعناية بهم؟

- 18 مايو -