عندما نتحدث عن جسد المسيح، قد نعني الجسد الذي كساه الله باللحم. وفي كثير من الأحيان، نسخدم هذا المصطلح للحديث عما دُعينا لأن نكون عليه كمؤمنين: جسد وروح واحد. "فأنتُم جَسَدٌ واحدٌ ورُوحٌ واحدٌ" (أفسس 4:4). عندما نكون حقاً في المسيح، فإننا متحدون ليس فقط معه بل أيضاً من خلاله مع كل من تم خلاصهم بالنعمة. نستطيع أن نتحدث عن العلاقات مع مؤمنين آخرين في جسد المسيح فقط على أساس العلاقة التي لدينا مع المسيح. يقول بولس لأهل أفسس إن جسد المسيح: "فبِهِ يتَماسَكُ الجَسَدُ كُلّهُ ويَلتَحِمُ بِفَضلِ جميعِ المَفاصِلِ التي تَقومُ بِحاجَتِهِ، حتى إذا قامَ كُلّ جُزءٍ بِعمَلِهِ الخاصّ بِه، نَما الجَسَدُ كُلّهُ وتكامَلَ بُنيانُهُ بِالمَحبّةِ" (أفسسس 4: 16) حتى يكون مكاناً لسكنى الله، بمساعدة الروح القدس. أشعر بخيبة الأمل أحياناً بسبب انعدام المحبة بين المؤمنين وأيضاً لأن المجموعات الكنسية لا تتكوّن بشكل أكبر من أطياف من المؤمنين. لماذا هنالك جماعة للإثيوبيين، وأخرى للعرب، وأخرى لليهود؟ لماذا لا يجتمع الأشخاص من المجموعات واللغات والألوان المختلفة في نفس المجموعة ويعبدون الرب معاً؟ أليس ذلك ما أراده يسوع؟
أكثر من ذلك، أحياناً نجد القليل من المحبة بين الكنائس كما يبدو وأقل محبة تجاه غير المؤمنين. يجب أن نعود إلى هذه الآيات ونسأل الروح القدس أن يبنينا معاً. يجب أن نسأل يسوع أن يساعدنا أن نحب بعضنا بعضاً حتى نمجد الله معاً.
أصلي أن يخدم أبنائي في كنيسة شيوخها من الحبش، العرب، اليهود، وأن تتكوّن المجموعة الكنسية نفسها من كل الأشخاص والمجتمعات العرقية المتحدة في دم المسيح.
كتب القس المعروف "تشارلز سبرجن" قائلاً: "الكنيسة في نزاع مستمر. ولكن هل سمعتم يوماً أن إبليس وأعوانه في نزاع أيضاً؟... إنهم متحدون لدرجة كبيرة حتى إذا في لحظة ما قرر رئيس الجحيم العظيم الأسود أن يجمّع قوات جنده في مكان معيّن يحصل ذلك بلحظة سريعة، فيحل الضيق... آه لو كان لنا مثل هذا الإجماع في الكنيسة ولو تحركنا جميعنا تحت قيادة إصبع المسيح، لو تحركت الكنيسة كمجموعة واحدة لمهاجمة نوع معين من الشر، فسنتغلب عليه بشكل أسرع وأسهل!".
- 1 مايو -